خبراء يؤكدون أهمية شهر البيئة والمناخ بتعزيز الوعي الوطني وتحقيق التنمية المستدامة
الراي- راشد علي فريحات
أكد خبراء ومختصون في الشأن البيئي أن شهر البيئة والمناخ الذي جاء هذا العام تحت شعار “من أجل أردنٍ أخضر… نحو مستقبل مستدام” يمثل محطة وطنية مهمة لتوحيد الجهود الرسمية والمجتمعية نحو تعزيز الوعي البيئي ونشر ثقافة الاستدامة مشيرين إلى أن الأردن يواجه تحديات متزايدة بفعل التغير المناخي وشحّ الموارد الطبيعية ما يستدعي تكاتف جميع الجهات لحماية البيئة وضمان مستقبل الأجيال القادمة.
وقال وزير البيئة الدكتور ايمن سليمان خلال تصريح له للراي على هامش افتتاح شهر البيئة و المناخ في محمية غابات عجلون إن هذا الشهر يأتي انسجاما مع الرؤية الملكية التي تؤكد أهمية الحفاظ على البيئة كركيزة أساسية للتنمية الوطنية مبينا أن الوزارة تعمل على تنفيذ مجموعة من المبادرات الاستراتيجية عبر إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2022–2050 وتحديث وثيقة المساهمات المحددة وطنياً (NDCs) مع البدء بإعداد النسخة الثالثة من الوثيقة .
وأضاف أن البيئة أصبحت اليوم جزءا من منظومة الأمن الوطني الشامل وأن مواجهة التغير المناخي تتطلب تكاتف الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني بما يضمن تحقيق الأهداف الوطنية في التكيف المناخي والاستدامة البيئية مبينا أن الأردن لم يدخر جهداً في مواءمة سياساته الوطنية مع المنظومة البيئية العالمية من خلال إجراءات عدة في مقدمتها وثيقة السياسات المحددة وطنياً وتشكيل اللجنة الوطنية للتغير المناخي مبينا ان تغيّر المناخ أصبح أحد أبرز تحديات التنمية الحديثة ما يفرض الانتقال من مرحلة التعهدات إلى التنفيذ العملي المؤثر كما كان الأردن من أوائل دول المنطقة التي دمجت العمل المناخي في سياساتها الوطنية
واشار أن شهر البيئة والمناخ غير مقتصر على الجانب التوعوي بل يمثل منصة وطنية لتعزيز الابتكار الأخضر وتمكين الشباب والنساء وتأكيد دور المجتمعات المحلية في بناء منعة وطنية في مواجهة آثار التغير المناخي مؤكداً أن العمل المناخي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية.
وأكدت رئيس مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة السيدة بتول العجلوني للراي أن الهدف الأساسي للجمعية منذ تأسيسها يتمثل في حماية التنوع الحيوي وصون الطبيعة في الأردن خاصة في مناطق المحميات الطبيعية التي تُعدّ ثروة وطنية ومتنفّسًا بيئيا مهما مبينة ان الجمعية تركّز على مبدأ الانسجام والتكامل بين المحميات والمجتمعات لأن الحماية لا يمكن أن تتحقق من دون شراكة حقيقية مع سكان تلك المناطق لأن التشاركية هي حجر الأساس الذي يضمن استدامة العمل البيئي وينعكس أثره الإيجابي أولًا وأخيرًا على أبناء المجتمع المحلي
وأوضحت أن الجمعية تدير العديد من البرامج والمشروعات التنموية والاجتماعية داخل المحميات بهدف دعم سكانها وتمكينهم اقتصاديًا وان أن معظم الموظفين العاملين في المحميات هم من أبناء المناطق المحلية وهو ما يعزز الانتماء للمكان ويضمن الحفاظ عليه مبينة أن الجمعية أنشأت عدة مشاغل إنتاجية داخل المحميات يعمل فيها عدد كبير من النساء من أبناء المجتمع المحلي حيث تُصنع منتجات حرفية مستوحاة من الطبيعة وبمواد محلية وتقوم الجمعية بتسويقها وبيعها لزوار المحميات بحيث يعود ريعها مباشرة لصالح تلك المجتمعات.
واشارت الى اهمية ان يدرك كل أردني وأردنية أهمية الطبيعة ودورها في حياة الإنسان لأن جزء لا يتجزأ من الطبيعة وأي ضرر يلحق بها ينعكس علينا جميعًا علينا أن نحافظ عليها كما نحافظ على حياتنا وأن نتوقف عن الممارسات الضارة مثل التحطيب الجائر الذي يهدد توازننا البيئي داعية الجميع إلى دعم الجهود الوطنية لحماية البيئة والطبيعة .
واكد مدير المكتب الإقليمي لغرب آسيا في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN الدكتور هاني الشاعر ان تنظيم شهر البيئة والمناخ يشكّل خطوة مهمة تعكس الالتزام العميق بقضايا البيئة العالمية والتوجه الجاد نحو تحقيق التنمية المستدامة مبينا إن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة يثمّن الجهود المبذولة في مجال التشجير وإدارة الموارد الطبيعية وحماية التنوع الحيوي و إدماج البعد البيئي في السياسات الوطنية وخطط التنمية.
وأضاف الشاعر إن شهر البيئة والمناخ ليس مجرد مناسبة احتفالية بل هو فرصة لإعادة تقييم واقعنا البيئي وتوجيه بوصلة العمل نحو مستقبل أكثر توازنًا بين الإنسان والطبيعة واننا بحاجة إلى تعاون مؤسسي وشراكات حقيقية لضمان تحقيق الأهداف البيئية طويلة المدى.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة الأردنية الصحفي علي عزبي فريحات أن شهر البيئة والمناخ يشكّل فرصة وطنية لتجديد الالتزام الجماعي بحماية البيئة وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية التي تُعدّ ثروة وطنية يجب صونها للأجيال القادمة مبينا ان هذا الشهر يسلّط الضوء على الجهود الوطنية والمجتمعية المبذولة في مجال حماية البيئة ويعزّز مفهوم الشراكة بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني فالتحديات البيئية لم تعد مسؤولية جهة واحدة بل مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الجميع
وبين ان الجمعية ستنفذ خلال شهر البيئة والمناخ سلسلة من الأنشطة التوعوية والحملات التطوعية في مختلف محافظات المملكة، بالتعاون مع البلديات والمدارس والجامعات تتضمن محاضرات حول إدارة النفايات وإعادة التدوير والتغير المناخي إضافة إلى حملات تشجير وتنظيف للمواقع السياحية والطبيعية مشيرا ان الجمعية نفذت في وقت سابق مشروع تدريب مدربين في مجال البيئة و التغير المناخي لمعلمي المدارس استفاد منه اكثر من 600 معلمة من مختلف مدار المحافظات .
وأكد فريحات أن الإعلام البيئي يلعب دورًا أساسيًا في نشر الثقافة البيئية والتأثير في السلوك المجتمعي داعيًا وسائل الإعلام إلى تكثيف تغطيتها للقضايا البيئية بشكل مستمر وليس فقط خلال شهر البيئة لاننا بحاجة إلى أن يكون العمل البيئي جزءًا من ثقافة الحياة اليومية في الأردن فالمحافظة على البيئة هي في جوهرها عمل وطني وإنساني يعبّر عن الانتماء الحقيقي للوطن واستشراف مستقبل آمن وصحي لأبنائه
نافذة البيئة والتنمية الاخباري